أمريكا في تراجع نسبي: مرحلة انتقالية حرجة
مرّت ١٠٠ يوم منذ أن بدأ دونالد ترامب ولايته الثانية رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية. وفي الثقافة السياسية الأمريكية، غالبًا ما تُعتبر "المئة يوم الأولى" مؤشّرًا مبكرًا يُستدل به على ملامح المرحلة المقبلة. ولكن، ولسوء حظ إدارة ترامب ٢.٠، لم تتميّز هذه الفترة بإنجازات جريئة، بل بطفرات اقتصادية خاطئة وحسابات استراتيجية فادحة على الساحة العالمية. إن هوسه المتجدد بالرسوم الجمركية أثار الذعر في الأسواق المالية. فقد تبخر ما يقرب من ١٠٪ من قيمة الأسهم الأمريكية خلال ٣ أشهر فقط – لا بسبب أزمة حقيقية، بل نتيجة لحالة من عدم اليقين المصطنعة. كما أن وعده بإنهاء الحروب في أوكرانيا وغزة لا يزال دون تنفيذ، مما يفضح الهوّة بين خطاب الحملة الانتخابية وواقع الحكم. ذهب بعض النقاد إلى حد وصف ترامب بأنه عميل تخريبي – وربما أداة في يد موسكو. غير أن مثل هذه التفسيرات التآمرية المبسطة تُغفل حقيقة أكثر تعقيدًا: تراجع أمريكا لا يرتبط بشخص يشغل المكتب البيضاوي، بل هو أمر بنيوي، ونظامي، وحتمي. حتى لو كانت الرئاسة بيد جو بايدن أو كامالا هاريس، فإن الأسس لن تتغير. فالعالم يعيد ضبط توازناته، ولم تعد أمريك...