ترامب ٢.٠
إعلان ترامب انتصاره في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يمثل أكثر من مجرد إنجاز شخصي؛ إنه يشكل رمزاً قوياً لعودة القومية الشعبوية التي تتحدى بشكل أساسي النظام الليبرالي الدولي الذي يدعم الهيمنة الأمريكية. يجسد ترامب نهجاً مختلفاً عن المنظور الدولي الليبرالي، الذي يعطي الأولوية للالتزام بنظام قائم على القواعد العالمية. ويعتمد نهج "الترامبية"، المستند إلى البراغماتية واستراتيجيات محايدة القيم، على إمكانات كبيرة لتغيير العلاقات الدولية، لا سيما من خلال الانخراطات الثنائية الأكثر مرونة والتكتيكات الاستفزازية، مثل زيادة الضغط على الصين وإعادة توجيه الاستراتيجية الأمريكية في الصراع الروسي-الأوكراني.
ويتميز أسلوب قيادة ترامب أيضاً بموقف تصادمي تجاه المنظمات الدولية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما يبرز عدم رضاه عن الأطر التي يراها تحد من حرية أمريكا في تحديد مصالحها الخاصة. وإذا عاد إلى المنصب، فمن المتوقع أن يعيد ترامب إحياء عقيدة "أمريكا أولاً" مع تركيز أقوى على الأولويات الاقتصادية والأمنية للولايات المتحدة، غالباً على حساب التسوية بشأن الديمقراطية أو القيم الليبرالية.
يمثل هذا الانتصار المحتمل تحولاً كبيراً في النظام الدولي. قد تؤثر قرارات ترامب السياسية على الاستقرار العالمي وقد تدفع العالم نحو هيكل متعدد الأقطاب. وفي رئاسة محتملة "ترامب ٢.٠"، قد يظهر بجرأة أكبر، غير مقيد بالضرورات السياسية الداخلية، مما يؤدي إلى سياسات ليست فقط أكثر حزمًا ولكن أيضًا مهيأة لإحداث تأثيرات عميقة على الجغرافيا السياسية العالمية.
Comments
Post a Comment