ملخص خطبة الجمعة: "خطر التهديد الإلحادي

الحمد لله سبحانه وتعالى الذي أنعم علينا بنعمة الإيمان والإسلام، وأتاح لنا الفرصة للاجتماع في هذه المجالس المباركة. دعونا نصلي ونسلم على نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين. ونسأل الله أن يجعلنا من الذين ينالون شفاعته يوم القيامة، آمين.

في هذه المناسبة، دعونا نتأمل في قضية في غاية الأهمية التي تمس جوهر إيماننا: وهي مخاطر وتهديدات الأفكار الإلحادية. هذه الأيديولوجية ترفض وجود الله سبحانه وتعالى وتعتبر الحياة مقتصرة فقط على هذه الدنيا، دون مفهوم للآخرة أو الغيب. يعتقدون أن الحياة والموت مجرد دورات بدون خالق يحكمها. قال الله سبحانه وتعالى في سورة الجاثية، الآية ٢٤: "وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر". هم يتبعون الافتراضات فقط، وليس العلم الصحيح.

هذا الاعتقاد ينشأ عن فشل في التعرف على الله سبحانه وتعالى كخالق. وعلى الرغم من أن لديهم بعض المعرفة بالدين، فإنهم يرفضون تعميقها، ويستنتجون أن الله سبحانه وتعالى والغيب غير موجودين. يوضح الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام، الآية ٣٣، أن هؤلاء الناس لا يرفضون فقط تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنهم في عنادهم ينكرون أيضًا آيات الله.

سبب آخر لظهور الإلحاد هو سوء فهم لمفهوم الشر في العالم. يتساءلون، إذا كان الله حقاً عادلاً، فلماذا يوجد المعاناة والظلم؟ يلومون الله على كل الشرور في العالم، في حين أن معظم هذا الشر هو نتيجة لأفعال البشر. في الواقع، هذه خدعة من الشيطان لزرع الشك في نفوسنا حول عدالة ووجود الله سبحانه وتعالى.

لقد حاول العلماء والمفكرون منذ فترة طويلة التصدي لهذه الأيديولوجية من خلال التعليم والكتابة والمناظرة المفتوحة. ومع ذلك، فإن نقص الفهم للشهادتين ونقص المعرفة بالإيمان سمح للإلحاد بالاستمرار في النمو. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء" (حديث البخاري). لذلك، يصبح من مسؤوليتنا أن نستمر في طلب العلم حتى لا نضل.

تهديد آخر خطير هو انتشار الأفكار الإلحادية عبر الدوائر المغلقة على وسائل التواصل الاجتماعي. وغالباً ما تستهدف الجيل الأصغر الذي يبحث عن هويته. لذلك، من واجب كل منا حماية إيمان المجتمع المسلم والتأكد من أن جيلنا لا يقع في هذه الأفكار المضللة. يأمر الله سبحانه وتعالى في سورة النساء، الآية ٨٣، أن نرجع الأمور المريبة إلى أولي الأمر، حفاظًا على إيمان المجتمع.

لهذا السبب، دعونا نقوي إيماننا، ونتعلم عن الإسلام باستمرار، ونتجنب الأيديولوجيات المضللة. وقد سأل الله سبحانه وتعالى ذرية النبي آدم عليه السلام في سورة الأعراف، الآية ١٧٢: "ألست بربكم؟" فأجبنا جميعاً: "بلى، شهدنا". لنتذكر هذا العهد، ونكون على يقين بأن الحياة في هذا العالم مؤقتة، بينما الله سبحانه وتعالى هو الخالق الأعظم.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحمينا ويمنحنا القوة لنظل ثابتين في إيماننا وفي الإسلام.

Comments

Popular posts from this blog

Visi dan Misi serta Schedule PW IPM Sulsel Periode 2014 - 2016

Orang yang dicintai Allah SWT

... KISAH MENGHARUKAN, KETULUSAN CINTA SEORANG SUAMI ...