مَن كان يَظُنّ أن بوتين يُجيدُ المُزاحَ مع رئيسِ وزرائِنا؟

من كان يتوقّع أنّ رئيسَ روسيا، فلاديمير بوتين، المعروفَ بصرامته، سيُمازحُ بودٍّ رئيسَ وزراء ماليزيا، داتو سري أنور إبراهيم؟ خلال الزيارةِ الرسميّة إلى الكرملين، أشار بوتين إلى ثلاثةِ عروشٍ إمبراطوريّة قائلًا:

> «هذا للقيصر، وهذا لزوجتِه، فلِمَن الثالث؟»

فأجاب رئيسُ الوزراء أنور، على سبيل الدعابة الهادئة:

> «للزوجةِ الثانية.»

عمّ الضحكُ القاعةَ بأكملِها، بما في ذلك بوتين نفسه. وسارع أنور إلى توضيح أنّ كلامَه مجرَّدُ مزحةٍ عفويّة، وأنّ العرشَ الثالث مخصَّصٌ في الواقعِ لوالدة القيصر. عندئذٍ هزَّ بوتين رأسَه موافقًا، وأثنى على أنور واصفًا إيّاه بأنّه «مُسلمٌ حقيقيّ».

لَيْسَ مُجرَّدَ مِزَاح

هذا المزاحُ الخاطفُ خفَّف من حدّة الأجواء وأظهر الجانبَ الودود لزعيمَيِ البلدَين. وفي ظلّ مشهدٍ دوليٍّ متوتّرٍ، يَغدو مثلُ هذا الموقف رمزًا للأمل ودليلًا على دبلوماسيّةٍ ناضجة.

جَدْوَلُ الأعمالِ الجادّ مستمرّ

ناقشَ رئيسُ الوزراء أنور قضايا التجارة، وأمنَ الفضاءِ السيبرانيّ، والذكاءَ الاصطناعيّ، والتعليم، فضلًا عن مأساةِ الرحلة إم إتش ١٧، مؤكِّدًا ثوابتَ ماليزيا: العدالةَ، والسلامَ، وعدمَ الانحياز إلى أيّ قُوّةٍ كُبرى. من جانبه، أيَّد بوتين انضمامَ ماليزيا إلى مجموعة بريكس، خطوةً محوريّة نحو عالمٍ متعددِ الأقطاب، وقَبِل دعوةً لزيارة ماليزيا بمناسبةِ انعقادِ قمّةِ الآسيان القادمة.

الخُلاصة

في عالمٍ يَغلبُ عليه التوتّر، قد يفتح المزاحُ والابتسامُ أفقًا جديدًا للدبلوماسيّة. وكما يَقولُ بي إم إكس، فإنّ ردًّا عفويًّا قد يُشكّل مفتاحًا للعلاقاتِ الدوليّة.

ولنعم، يبدو أنّ لبوتين حسًّا فكاهيًّا أيضًا!

Comments

Popular posts from this blog

Visi dan Misi serta Schedule PW IPM Sulsel Periode 2014 - 2016

QRIS vs Visa/MasterCard: Asserting Indonesia’s Sovereignty in the National Payment System

Happy Mother's Day