الوعي المشترك في سلسلة عمليات البيع والشراء

في عملية البيع والشراء، تتفاعل ثلاث جهات مترابطة بشكل وثيق: البائع، والمشتري، وموصل الطلبات. وللأسف، فإن بعض الأطراف لا تتحمل مسؤولياتها كما ينبغي، مما يؤدي إلى تعقيد الأمور على الأطراف الأخرى.

فمن المشترين من يكتفي بتقديم الطلب، لكنه عند توصيل السلعة بنظام الدفع عند الاستلام (COD) لا يظهر، أو يرفض الدفع فجأة، في حين أن البائع قد تكبّد بالفعل تكاليف كبيرة، وعانى الموصّل من مشقة الذهاب والإياب. ولا شك أن الأمر ليس سهلاً، إذ يتطلب جهداً بدنياً ووقتاً وتكاليف مالية.

كما توجد حالات يُجبر فيها الموصّل على التعامل مع مشترين غير ملتزمين – فمنهم من يَعِد بالتواجد في المنزل، ثم يطلب التوصيل في اليوم التالي، أو يطلب ترك النقود في مكان معين، لكن في النهاية لا يتمّ الأمر، وتُعاد السلعة لعدم التوصّل إلى حل. فمن المتضرر؟ الجميع دون استثناء.

وفي المقابل، هناك من المشترين من دفع مسبقاً عبر الإنترنت، وجهّز صندوق الطرود في منزله، لكنه يُصاب بخيبة أمل عندما يجد أن الموصّل قد رمى الطرد بشكل عشوائي. وهذا يدلّ على أن المسؤولية والسلوك المهني يجب أن يتوفرا أيضاً لدى الطرف الموصّل.

والمؤسف حقاً هو حال أولئك الذين يتصفون بالأمانة ويرغبون في إتمام معاملاتهم بصدق، لكنهم يتضررون من تصرفات قلة غير مسؤولة.

ومن هنا، فإننا نناشد باحترام الأدوار المختلفة داخل سلسلة البيع والشراء. فالبائع يبذل قصارى جهده لتقديم الأفضل، والموصّل يضحي بجهده ووقته، ويُتوقع من المشتري الوفاء بالتزاماته. فلكل طرف نقاط قوة ونقاط ضعف، لكن بالتفاهم المتبادل وتحمل المسؤولية المشتركة، ستتحقق البركة وتُستخلص الدروس النافعة من هذه العملية.

Comments

Popular posts from this blog

Visi dan Misi serta Schedule PW IPM Sulsel Periode 2014 - 2016

QRIS vs Visa/MasterCard: Asserting Indonesia’s Sovereignty in the National Payment System

Happy Mother's Day