المحكمة الدستورية تلغي حد الترشح للرئاسة بنسبة ٢٠٪: خطوة هامة نحو ديمقراطية أكثر شمولاً
قررت المحكمة الدستورية أخيرًا إلغاء حد الترشح للرئاسة (حد العتبة الرئاسية) بنسبة ٢٠٪. جاء هذا القرار نتيجة دعوى قدمها أربعة طلاب من جامعة الدولة الإسلامية سونان كاليجاغا في يوجياكارتا: فيصل ناصر الحق، إنّيكا مايا أوكتافيا، رزقي مولانا شافي، وثالس خير الفتنا. وعلى الرغم من أن هذا القرار جاء متأخرًا بعض الشيء، إلا أنه يستحق التقدير كمحاولة من المحكمة الدستورية لاستعادة ثقة الجمهور التي كانت في أدنى مستوياتها.
ومع ذلك، فإن هذا القرار يثير عددًا من التساؤلات المهمة:
١. هل تستطيع الأحزاب السياسية مواجهة التحدي؟
مع إلغاء حد الترشح، أصبحت الأحزاب السياسية الآن تمتلك فرصًا أكبر لترشيح مرشحين للرئاسة. ولكن التحدي الحقيقي هو ما إذا كانت هذه الأحزاب قادرة على تقديم أفضل الشخصيات الوطنية إلى الساحة السياسية. لا ينبغي لهذا القرار أن يفتح الباب أمام رأسمالية السياسة، حيث يظل المرشحون الذين يمتلكون الموارد المالية الكبيرة هم المهيمنين على الساحة.
٢. هل ستشهد انتخابات ٢٠٢٩ عددًا كبيرًا من المرشحين؟
بدون حد الترشح، من المرجح أن يتساوى عدد المرشحين للرئاسة مع عدد الأحزاب في البرلمان. قد يعزز ذلك تنوع الخيارات أمام الشعب، لكنه قد يؤدي أيضًا إلى تعقيد العملية الانتخابية.
٣. الحاجة إلى مسار مستقل لديمقراطية أكثر عدلاً
لا يزال هذا القرار من المحكمة الدستورية يترك فجوة مهمة. الخطوة التالية هي السعي لضمان حق الترشح للرئاسة عبر المسار المستقل. بدون هذا المسار المستقل، سيقتصر القرار على توسيع المجال للأحزاب السياسية فقط، دون إتاحة الفرصة للشخصيات المستقلة التي تمتلك الكفاءة والنزاهة لقيادة الأمة.
دور الطلاب وآمال المستقبل
نجاح أربعة طلاب من جامعة الدولة الإسلامية سونان كاليجاغا في الطعن على قانون حد الترشح الرئاسي يظهر أن أصوات الشباب لديها القوة لتغيير اتجاه السياسات الوطنية. يُعد هذا مصدر إلهام للأجيال الشابة الأخرى للمشاركة بنشاط أكبر في بناء الديمقراطية.
لكن العمل لم ينته بعد. تعد مشاركة المجتمع في مراقبة تنفيذ هذا القرار والدفاع عن المسار المستقل أمرًا بالغ الأهمية لضمان أن الديمقراطية لا تظل حكرًا على النخب السياسية، بل تصبح حقًا ملكًا للشعب.
Comments
Post a Comment